كتب ديديه دروغبا قائد منتخب ساحل العاج وقلب هجوم فريق تشلسي الإنكليزي اسمه بأحرف من ذهب السبت بعد تسجيله هدف الفوز لفريقه في مرمى مانشستر يونايتيد في المباراة النهائية لكأس إنكلترا لكرة القدم. ولن يكون سجل دروغبا ذهبياً في تشلسي فقط، بل إن صحيفة "الاندبندنت" التي تصدر في العاصمة العاجية أبيدجان أكدت أن ما فعله دروغبا هو نصر لكل العاجيين إن لم يكن للأفارقة جميعهم.
وكانت اللقطة التليفزيونية التي أعقبت نهاية المباراة، والتركيز على دروغبا دون غيره هي بداية الغيث للاهتمام الإعلامي الكبير الذي حظي به الفيل الإيفواري كما يطلق عليه جمهور البلوز (جماهير تشلسي).
فتحت عنوان "دروغبا يسلم الكأس لتشلسي"، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الأحد أن دروغبا نجح في إحراز هدف الفوز على مانشستر في الوقت الإضافي من المباراة وقبل أربع دقائق فقط من لجوء الفريقين إلى ضربات الجزاء، ونشرت الصحيفة على صدر صفحتها الرياضية صورة النجم الإيفواري وهو يحتفل بكأس البطولة، ويديه على رقبته.
وركزت شبكة "سي إن إن" الأميركية على دروغبا، معتبرة أنه سجل فوزاً تاريخياً لفريقه على اعتبار أنها أول بطولة كأس محلية يقام على ويمبلي بعد تجديده، فضلاً عن نجاح لاعبي البلوز في الفوز على المنافس التقليدي مانشستر يونايتيد بطل الدوري.
ورأت الصفحة الرياضية في جريدة "يو إس توداي" الأميركية أن هدف دروغبا المتأخر منح فريقه الكأس بعد سبع سنوات من فوز مماثل على نفس الملعب قبل تجديده، كما منع أصحاب القمصان الحمر من تحقيق الثنائية الإنكليزية هذا الموسم.
أما صحيفة الأوبزرفر البريطانية فرأت أن دروغبا وضع حداً للمباراة بطريقة وصفتها بالدراماتيكية، ومنح البهجة لمديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بعد أن ضاعت منه بطولة الدوري الإنكليزي قبل أيام، مضيفة أن دروغبا عوض خسارته للألقاب التي حصل عليها غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو هذا الموسم، نجح في "سرقة المجد" بشجاعة وبطريقة نموذجية من خلال هدف حاسم منح فريقه بطولة كأس إنكلترا في الدقيقة 116، في وقت يصعب فيه التعويض.
وذهبت صحيفة "التايمز" البريطانية لتحليل آخر حول دروغبا، معتبرة أن اللاعب الإيفواري يتمتع بقوة ديناميكية عجيبة وعضلات قوية، ساعدته على استدعاء كل طاقاته في الدقيقة 116 من مباراة فريقه مع مانشستر يونايتيد ليكتب نهاية للمباراة بهدف الفوز، لكنها عابت على اللاعب هرولته عقب صافرة نهاية المباراة إلى خارج الملعب، فيما وصفته بأجواء مسرحية كادت تفسد فرحة جماهير تشلسي، معتبرة أن دروغبا الذي عاد للملعب مرة أخرى كان يعبر بذلك عن حزنه وغضبه لبعض الانتقادات التي وجهت إليه مؤخراً.
الإيفواري أضاء ويمبلي
أما صحيفة "ديلي تلغراف" الإنكليزية فكتبت تحت عنوان "دروغبا يضيء ملعب ويمبلي الجديد"، أن الدراما كانت العنوان الأبرز لما حدث في ملعب ويمبلي الجديد خلال مباراة الفريقين، مشيرة إلى أن الفريقيين ذهبا للوقت الأضافي وقد أُجهدت عضلات لاعبيهم، وجفت أفواههم من الإرهاق ، لكن دروغبا عندما نجح في خطف هدف الفوز جلب الفرحة لنصف الجماهير الحاضرة في ملعب ويمبلي.
بدورها، رأت شبكة التليفزيون الأسترالية أن دروغبا أثبت أنه مهاجم من طراز عالمي، معتبرة أنه "رجل الموسم" في تشلسي، موضحة أنه كان سبب الفوز في معظم مباريات فريقه هذا الموسم، وأن هدفه في نهائي كأس إنكلترا تتويج لمجهوداته الكبيرة هذا الموسم.
وكان حرياً بالطبع أن يثني مدربه البرتغالي جوزيه مورنيو عليه عقب المباراة خلال المؤتمر الصحفي، فقال " دروغبا شخص رائع وشخصيته مميزة، ويبذل جهوداً كبيرة مع فريقه في كل وقت".
وثمة بُعد آخر أثبته الفيل الإيفواري بهدفه الرائع، هو استحقاقه للفوز بلقب أفضل لاعب في القارة السمراء، خاصة مع قيادته منتخب بلاده للصعود لنهائيات كأس العالم في ألمانيا للمرة الأولى في تاريخ ساحل العاج، وقيادة فريقه للمركز الثاني في بطولة أمم أفريقيا التي فازت بها مصر على أرضها بضربات الجزاء.